دبور حفار انفرادي (ذئب النحل )

دبور حفار انفرادي (ذئب النحل ) / Philanthus triangulum / Solitary digger wasp
الحالة: شائع

الدبور الحفار الإنفرادي (ذئب النحل)

هذا النوع من الدبابير الانفرادية الحفارة (عائلة Crabronidae )، منتشرة في المناطق المدارية الافريقية ومناطق البالياركتيك Palaearctic. هذه الدبابير  Philanthus triangulum عادة تعرف ب(ذئب النحل)، لأنها تملأ الخلايا الحاضنة بنحل العسل(Apis mellifera) المشلول الحركة كغذاء ليرقاتها. بغض النظر عن كونها دبابير انفرادية، هي تستطيع التعشيش في تجمعات صغيرة الى كبيرة تنشئها في التربة الرملية الخالية. لأنها دبابير انفرادية كل انثى تبني عشها الخاص وتزود خلاياها الحاضنة بمفصليات مشلولة كمصدر غذاء لنسلها. من المثير، أن هذه الصفة المميزة هي الفرق السلوكي الأساسي بين الدبابير والنحل: الدبابير تغذي ذريتها على الحشرات والعناكب، بينما النحل يغذي ذريته على حبوب اللقاح والرحيق و مصادر نباتية عامة.

إناث دبابير ذئب النحل يتراوح طولها بين 13-18 ملم و الذكور من 8-10 ملم، كلا الجنسين يمتلكان جسد عريض وعلامات صفراء وسوداء. الذكور لديها علامة على الوجه مائلة الى الابيض لها ثلاثة شعب والتي تشبه  التاج. لكن لون الجسد للذكور والإناث قد يتفاوت بشكل كبير. هذه الدبابير لها قرون استشعار قصيرة وسميكة ومنطقة البطن يغلب عليها اللون الأصفر، مع علامات سوداء مثلثية مستعرضة. مع ذلك، هذه العلامات السوداء يمكن أن تستبدل بدرجة لون بنية محمرة. هناك خاصية واحدة مميزة وهي أن الإناث لديها شعيرات واضحة على كاحل قدمها الأمامية.

 خاصية مثيرة لدبابير ذئب النحل وهي ان االنوع الرئيسي لفرائسها، في كل الأماكن التي تتوزع فيها الدبابير، هي نحلة العسل العاملة .في بعض المناطق، وجود الدبور قد ينقص بشكل كبير اعداد نحل العسل المحلية .الإناث لدبور ذئب النحل تشل حركة نحل العسل عن طريق لسعها، وتحمل بعد ذلك النحل أثناء طيرانها الى العش، حيث ان الفريسة سوف تُقدم كغذاء لليرقات. العش يتكون من انبوب طوله متر واحد تم حفره في الأرض بواسطة الاناث وينتهي بخمسة الى سبعة حجرات، حيث تكون هناك الخلايا الحاضنة. كل خلية حاضنة سوف يتم تزويدها بواحدة الى خمس نحلات عسل، حتى تتغذى اليرقة على الفريسة وتنسج  اليرقة نسيجها الشرنقي. اليرقات على الأغلب تقضي فصل الشتاء وتبدأ بالنشوء في الصيف المقبل. معتمدة بذلك على الظروف المناخية أو على دفئ المواقع، هذه الدبابير يمكن أن تحصل على جيلين  خلال السنة (ثنائية الجيل). الذكور لا تشارك في بناء العش.

خاصية أخرى مثيرة لدبابير ذئب النحل وهي قدرتها على حماية نسلها ضد العدوى البكتيرية والفطريات. حيث ان الهواء داخل حجرات الخلية الحاضنة دافئ ورطب، الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض قد تغزوا الفريسة، ثم تصل وتقتل اليرقات. لذلك هذا النوع من الدبابير طور طريقتين لتقليل الوفيات بين اليرقات. اول طريقة هي بتقليل وتأخير نمو الفطريات على فريسة نحل العسل، عن طريق وضع كميات كبيرة عليها من مادة منتجة بواسطة غددها الرأسية. الطريقة الأخرى هي باستخدام  مواد منتجة من غدة قرون الاستشعار المتخصصة بدرجة كبيرة. إناث الدبور تفرز مادة تحتوي على بكتيريا تكافلية من الجنس Streptomyces في الخلية الحاضنة. يرقات الدبور تأخذ هذه البكتيريا وتضعها على نسيجها الشرنقي، مخفضة بذلك الإصابة بالفطريات وتحمي بذلك نسلها.

المواد الكيميائية تلعب أيضا دورا في انشاء مناطق نفوذ بواسطة ذكر ذئب النحل، على الاغلب تكون قريبة من تجمعات تعشيش الإناث. باستخدام المواد الكيميائية الناتجة من غدد الرأس، الذكور تحدد مناطق نفوذها وتدافع عنها ضد الذكور الغازية، مقاتلة معها في الهواء، بدون أن تلمس اعدائها. منذ أنه ليس هناك نوع من العرض البصري الذي يسبق عملية الاتصال الجنسي، فإن الاناث تفهم كيميائيات التواصل بين الذكور كنوع من الجذب الجنسي.