مسار سبسطية – المسعودية

مسار سبسطية – المسعودية

وصف المسار: المسار في المدينة الرومانية سبسطية، ومعالمها التاريخية انتهاءاً بالمسعودية وآثارها
الأقاليم والنظم البيئية: إقليم البحر المتوسط

جولة عبر المسار:
يبدأ المسار من البوابة الغربية للشارع الروماني المعمد وفيه ترتفع بقايا الأعمدة على جانبيه، ويمتد بطول حوالي 800 م، ويتناقص عرضه قلياً كلما اتجهنا شرقاً، وينتهي بالساحة العامة من جهة الشرق، ويوجد على جانبي الشارع حوالي 600 عامود حجري، يصل ارتفاع الواحد منها مع التاج حوالي 5.5 م. وقد كان هذا الشارع قديماً سوقاً تدل عليه بقايا الدكاكين التي ما زالت آثارها ماثلة إلى اليوم. ويتجول الزائر في البازيليكا أو المحكمة، التي كانت تقسم إلى صحن وأروقة، ومعظم هذه الأعمدة لم يبقى منها سوى القواعد، ويصل ارتفاع الاعمدة إلى حوالي 6م. ويوجد مباشرة إلى شمال المحكمة مذبح، وحنية، وأربعة مقاعد، وإلى جنوبها بقايا قناة مياه. وبجانب البازيليكا بنيت الساحة العامة والتي كانت المركز التجاري والاجتماعي في سبسطية أثناء الفترة الرومانية.

ويتوجه الزائر إلى شمال البازيليكا عبر طريق ترابي ضيق إلى المسرح الروماني ويعود إلى بداية الربع الأول من القرن الثالث الميادي، وكان يتسع الى حوالي 2500 متفرج، واحتوى على قسمين، وهما القسم السفلي وبه 14 صف من المقاعد، أما القسم العلوي فقد تعرض للتدمير بفعل تقادم الزمن، ويبدو أنه تكون من 10 صفوف، وكشف عن قسم بسيط من منصة المسرح. وإلى الشرق من المسرح يشاهد الزائر البرج الهيلينستي، وهو جزء بعد التحصينات التي أقيمت حول المدينة العليا «الأكروبوليس » بعد خضوعها للإسكندر المقدوني «الأكبر» كشف عن ثلاثة أبراج دائرية منها، واشهرها هذا البرج، ويبلغ قطره حوالي 13 م، أما ارتفاعه فيصل إلى 8.5 م، وهو بحالة جيدة، فيه 19 مدماكاً مشيدة من حجارة متقنة القطع والتشذيب. ومن عند النهاية الشرقية للمدرج، يصعد الزائر عبر طريق ترابي غرباً حتى يصل إلى المنطقة المقدسة (منطقة معابد قديمة) وإلى قصر القلعة، وهذه المنطقة ذات اطلالة ساحرة، وتشرف على قرية سبسطية والقرى المحيطة، وتطل غرباً على البحر الأبيض المتوسط بمشهد جمالي رائع. وهنا يشاهد الزائر معبد أغسطس الذي بناه هيرود إكراما للإمبراطور الروماني أغسطس، يصعد اليه بأدراج، وهو بناء ضخم بقاعة عريضة ورواقين جانبين، وما زالت بقاياه شاهدة بارتفاع يصل إلى سبعة أمتار. ويمر الزائر ببقايا معبد كوري، واعتبرت الالهة كوري عند الرومان بأنها آلهة الحظ وطاقة الشباب ودورة الطبيعة المتجددة عبر الفصول الأربعة. وعلى بُعد بضعة أمتار جنوب معبد اغسطس، يمر الزائر بقصر القلعة الذي بني خال العصر الحديدي الثاني، وعثر في منطقة قصر القلعة على زخارف عاجية منحوتة. استخدمت من أجل تطعيم الأثاث الخاص بالقصر، وكتابات على كسر الفخار وتماثيل إنسانية وحيوانية.

ويتوجه الزائر غرباً حوالي 1كم، بمحاذاة الطريق الممتد عبر تال وسفوح متوسطة الإرتفاع، تغطيها أشجار الزيتون وسهول خضراء ممتدة، ويمر بخربة العقيل جنوب المسار. وفي منتصف المسافة يستريح الزائر، لينعطف منها شمالاً نحو خربة المسعودية (منطقة سهلية واسعة ومطلة جنوباً على مساحات واسعة، تكسوها في فصل الربيع الزهور البرية والأعشاب المختلفة)، إضافة إلى ظال أشجار الصنوبر المنتشرة في المكان. والمسعودية هي المحطة الأخيرة للزائر، وتعد متنزهاً ومقصداً للزيارة، وفيها مجموعة من الغرف كانت محطة انتظار سكة الحديد الحجازية وغرفة للحارس، وهناك مقاعد خشبية يمكن للزائر الاستراحة عليها، والتمتع بالموقع الجميل والإطلالة الجنوبية المفتوحة. واليوم يمر بها ما يسمى مسار الحمير، الواقع في نهاية المسار، حيث تكون الفرصة متاحة هناك لمن يرغب في الركوب على ظهور الحمير متجهاً نحو منطقة الخرق في بلعا.


أماكن قريبة:


مدينة نابلس
تعرف المدينة بأسماء مختلفة، مثل: «جبل النار، ودمشق الصغرى، وعش العلماء، وملكة فلسطين غير المتوجة، وعرفت في الفترة الرومانية باسم نيابولس. ولعب موقعها الاستراتيجي على طريقين تجاريين قديمين دوراً مميزاً في ازدهارها منذ تأسيسها إلى. وتقع المدينة على سلسلة من المرتفعات، التي تشكّل امتداداً لسلسلة الجبال الساحلية في بلاد الشام، والممتدة حتى جبال القدس جنوباً. وتعتبر قمة جبل عيبال الأعلى فيها، وهو واقع إلى الشمال تماماً من مدينة نابلس، حيث أن معظم الانشاءات المعمارية الحديثة بنيت على سفوحه. ويأتي جبل عين عيناء شرق قرية تلفيت الواقعة إلى جنوب نابلس في المرتبة الثانية، أما جبل جرزيم، المقابل لجبل عيبال، فيأتي في المرتبة الثالثة من حيث الارتفاع.
ويحيط بالمدينة بساتين الرمان، واللوز، والخوخ، والمشمش، والدراق، وتشتهر بالزعتر النابلسي والبابونج، وتعد مركزاً لزراعة الزيتون في فلسطين، وتزدهر فيها صناعة الصابون النابلسي المطبوخ من زيت الزيتون، وهو نوع من الصابون الشهير في نابلس منذ القدم. ومكون هذا الصابون الرئيس زيت الزيتون البكر، ويتميز عن غيره من الأنواع الشهيرة بأنه يُحضر من زيت الزيتون والصودا الكاوي، ويتم طبخه على نار حامية، وصبّه على الأرض، ثم يتم تقطيعه يدوياً، ويكاد لا يملك أية رائحة، ويرجع تاريخ صناعته في نابلس إلى القرن العاشر الميادي. ويوجد في مدينة نابلس عدد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية التي يمكن زيارتها، مثل: المدرج الروماني، وميدان سباق الخيل، وخان الوكالة، والجامع الكبير، والأسواق، والمكتشفات الأثرية على جبل جرزيم.

سبسطية
تقع سبسطية على مسافة 12 كم إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، وترتفع حوالي 400 م عن مستوى سطح البحر؛ وهي ذات اطلالة على مساحة واسعة من كل الاتجاهات، وذات حقول وبساتين خلاّبة تعطي منطقتها منظراً جمياً متجدداً. تقوم القرية على أنقاض حضارات سابقة تعود بتاريخها إلى العصر البرونزي المبكر وحتى نهاية الفترة العثمانية وصولاً لوقتنا الحالي. استولى عليها الاسكندر المقدوني عام 332 ق.م، وأنشأ فيها عمائر عدة؛ ولكن شهرتها جاءت خال الفترة الرومانية عندما قام هيرودس بإعادة بنائها على الطراز الروماني، وحصّنها بسور دفاعي منيع وأبراج، وزاد في اتساعها. وعندما أصبحت الديانة المسيحية ديانة رسميّة للدولة في القرن الرابع الميادي، غدت سبسطية مركزاً لأسقفية، وأقيمت فيها تباعاً عدة كنائس. فتحها القائد عمرو بن العاص عام 636 م، ولكنها لاحقا خضعت كغيرها من القرى والمدن الفلسطينية لحكم الفرنجة الذي استمر حوالي 88 عاماً. ومع انتصار القائد صاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام 1187 م عادت القرية إلى الحكم الإسامي واستمر السكن فيها دون انقطاع حتى الوقت الحاضر. وتقسم سبسطية إلى قسمين: القرية المأهولة بالسكان، والتل الأثري الواقع في ظاهرها الغربي. وتزخر القرية بنسيج معماري متماسك من فترات زمنية مختلفة، ما زال معظمه قيد الاستخدام بعد أن أجري له صيانة وترميم. ومن خال زيارتها يمكن للزائر التعرف على حكاية النبي يحيى والملوك اللذين سكنوها.


التنوع الحيوي:


تمتاز المنطقة الواقعة شمال نابلس بتنوع تضاريسها، والتي -في أغلبها هضاب ومناطق سهلية مفتوحة، تغطيها الأزهار البرية كالأقحوان، ونجمة مريم، والحنون، ودم الغزال، والخرفيش وغيرها، ويشاهد أنواع مختلفة من الفراشات والطيور الصغيرة تحلق في المكان، وبها مجموعة من الأشجار، وخاصة السرو والصنوبر، إضافة إلى أشجار الزيتون القديمة المنتشرة في المكان.

الطول: 4 كم
المسموح: المشي
الصعوبة: سهل
المنطقة: شمال

© حقوق الصور محفوظة لموقع محميات

العناصر المرتبطة